تسبب الاندماج بين فيات وكرايسلر في اغراق القارة الأوروبية بالعديد من سيارات جيب الرخيصة والمميزة في القدرة التي تقل في السعر عن سيارات لاندروفر وهو ما قد يمثل مشكلة لصانع السيارات الانجليزي. وفي حال كنتم تعتقدون ان الاندماج بين الشركتين قد فتح باب السوق الأمريكي للسيارات الأوروبية المملوكة من الشركة الأوروبية فالحقيقة أن الأمر متبادل بين أمريكا وأوروبا حيث ان السيارات الأمريكية أصبحت متاحة بشكل أسهل للسوق الأوروبي.
وتوفر في السوق الأمريكي في ظل الاندماج سيارات فيات وألفاروميو ومازيراتي ولكن تسبب في توفير سيارات كرايسلر في السوق الأوروبي مثل علامة جيب التي بدأت تحقق مبيعات جيدة في السوق الأوروبية وتنطلق نحو قمة المبيعات هناك بشكل تدريجي. وقد ارتفع الطلب على سيارات جيب في السوق الأوروبي في 2018 بنسبة 56% وهو ما يجعلها منافس قوي لعلامة لاندروفر الأشهر في أوروبا.
وقد نجحت جيب بالفعل في التفوق على لاندروفر في المبيعات في أوروبا العام الماضي بمبيعات وصلت الي 166.500 ألف سيارة في 2018 بينما حققت لاندروفر 150 ألف سيارة فقط. وبلغ متوسط سعر سيارات لاندروفر في أوروبا 71.378 دولار بينما بلغ متوسط سعر سيارات جيب في أوروبا 35.527 ألف دولار مما يجعل لاندروفر الأفضل من حيث اجمالي الدخل.
ومن بين أهم النقاط أن أكثر سيارات جيب مبيعاً في أوروبا ليست النسخ الأغلي مثل رانجلر أو شيروكي أو جراند شيروكي وهي السيارات التي باعت 20 ألف نسخة فقط العام الماضي ولكن السيارات الأكثر مبيعاً في أوروبا هي سيارات جيب الأقل في السعر مثل رينيجيد وكومباس ، أما سيارة لاندروفر الأكثر مبيعاً فكانت ايفوك الجديدة فيما ينتظر أن يؤدي تقديم ديفندر الجديدة الي زيادة مبيعات الشركة.
ويبدو أن ارتفاع نمو مبيعات جيب سيتوقف على كم الموديلات الجديدة التي توفرها حيث لن تساعد كومباس وحدها على قيادة نمو جيب وهو ما يجعل الشركة تخطط لطرح سيارة متعددة استخدامات جديدة بسبعة مقاعد ستتواجد أعلي من جراند شيروكي في الفئة وستطلق في أوروبا مما يعني منافسة قوية لسيارات لاندروفر.
ولكن المشكلة الأكبر لكلتا الشركتين هي المعايير الأوروبية الجديدة الصارمة وهو ما سيجبر كلتا الشركتين على تقديم نسخ كهربائية من سياراتهم خاصة في ظل مواجهة كلاهما لصعوبات مالية في الفترة الأخيرة.
