
لاتزال الاتجاهات الحكومية المصرية متشعبة في مجال البحث عن شركات عالمية جديدة تدخل في مجال الاستثمار في سوق السيارات المصري وفي تصنيع السيارات في مصر خلال الفترة المقبلة, ويبدو أن شهية الحكومة المصرية زادت بعد موافقة شركة مرسيدس على العودة للتصنيع في السوق المصري وقيام بعض الشركات ببدء أعمال تصنيع محدودة مثل كيا في السوق المحلي وتفكير شركات أخرى في التصنيع مثل سيات.
وقامت الحكومة بالدخول في مفاوضات مع كثير من شركات السيارات العالمية حول الاستثمار في صناعة السيارات في مصر سواء مع شركة بيجو الفرنسية أو غيرها من الشركات الأوروبية مثل BMW أو المفاوضات مع الشركات الصينية التي أسفرت عن اتفاقية سابقة تم الاعلان عنها لتصنيع مركبات كهربائية مع شركة فوتون الصينية في مصر.
والاتجاه للبحث عن مستثمرين في مجال صناعة السيارات يشمل وزارة الصناعة والتجارة المصرية من جانب بالاضافة الي جولات رئيس الوزراء الخارجية مع جهود محلية من وزير قطاع الأعمال المصري الذي تتبعه شركات مثل النصر والهندسية للسيارات لتقديم استثمارات جديدة مع شركات عالمية في مجال صناعة السيارات واحياء شركة النصر للسيارات من خلال هذه الاتفاقيات.
ولكن المفاجأة التي أبعدت التفكير عن احياء النصر للسيارات ثانية بشكل قوي تشمل الغاء اتفاق جري بصورة مبدئية بين شركة نيسان ووزارة قطاع الأعمال في وقت سابق وأثار ضجة كبيرة حول اعتزام الشركة التصنيع في النصر للسيارات بعد احياء الشركة وتصنيع ما لا يقل عن 100 ألف سيارة سنوياً لتلبية احتياجات السوق المحلي ثم للتصدير للخارج، ولكن الاتفاق تم وقف العمل به في ظل رغبة الشركة اليابانية اقامة مصنع لها بالقرب من الموانيء التصديرية وبالتالي اختارت منطقة قناة السويس لتكون مقراً لمصنعها المستقبلي بدلاً من النصر للسيارات.
ويبدو أن الخطوات الفعلية التي تسعى وزارة قطاع الأعمال للتوصل لها لاحياء النصر للسيارات لاتزال تواجه مشكلة في الوصول الي الحل العملي والتنفيذ الفعلي في ظل عدم الوصول الي شريك صيني مناسب أو جذب مصنعين محليين للشركة حتى الآن.
وكانت تقارير سابقة قد أكدت وجود مفاوضات مع شركات مثل بروتون الماليزية لتصنيع سياراتها في مصر من خلال النصر للسيارات دون وجود تأكيد للامر أو حديث عن أي تقدم في المفاوضات. ويبدو أن عدم الوصول الي شريك أجنبي في مجال صناعة السيارات العادية بالمحركات التقليدية دفع وزارة قطاع الأعمال في مصر الي البحث عن العثور على استثمارات للنصر للسيارات في مجال السيارات الكهربائية التي تعتبر سيارات المستقبل, وقالت الوزارة أنها تتفاوض مع شركات صينية وكورية في هذا المجال.
وكان سفير الصين قد التقي وزير قطاع الأعمال في مصر للتباحث بخصوص أهم شركات السيارات الصينية التي يمكنها صناعة سيارات كهربائية في مصر وهو نفس الأمر الذي يتكرر مع كوريا الجنوبية. كما تم الاعلان عن زيارة مقرر لوفد من شركة السيارات الصينية دونج فينج لمصانع تجميع السيارات بمصر خاصة شركة النصر للسيارات للوقوف على امكانيات هذا المصنع وامكانية تشغيله من جديد في ظل زيارة وفد الشركة لمصر لمعرفة امكانية التصنيع لسيارات الشركة محلياً خاصة الكهربائية منها.