
في ظل اتجاه شركات السيارات في العالم الي البحث عن تحالفات وشراكات وربما اندماج كذلك لمواجهة المنافسة المتطورة في الأسواق ولتقليل تكلفة انتاج السيارات من خلال مشاركة منصات الانتاج ، لاتزال بعض شركات السيارة تبحث عن وضع نفسها في هذا الاتجاه من خلال البحث عن شريك للدخول في تحالف وربما حالة اندماج ، ومن بين الشركات التي دارت الكثير من الشائعات بخصوص عملية التعاون فيما بينهما فورد وفولكس فاجن.
ويبدو أن الأمور كانت تسير في طريق التعاون بالفعل بين الشركتين ولم تكن مجرد شائعات غير صحيحة، والدليل هو الاتفاق الذي جرى توقيعه مؤخراً بين شركتي فورد وفولكس فاجن حيث اجتمع كلاً من هيربرت دييس الرئيس التنفيذي للشركة الألمانية وجيم هاكيت الرئيس التنفيذي للشركة الأمريكية لتحويل المباحثات الطويلة بين الجانبين لواقع فعلي في صورة اتفاقية تم توقيعها بصورة مبدئية بهدف الوصول الي تطوير مشترك للشاحنات التجارية والسيارات الفان والشاحنات المتوسطة الحجم من خلال التعاون في مجال التكنولوجيا والانتاج الضخم , وحسب الاتفاق فهذا التعاون من المقرر بدء ظهور ثماره في عام 2022 .
وكما أوضحنا فاتجاه الشركات لهذا النوع من الشراكات بهدف تقليل تكلفة الانتاج التي تعاني منها بعض الشركات على غرار تسلا الأمريكية التي وجهت نفقات بواقع مليار و37 مليون للبحوث والتطوير خلال عام 2017 بينما كان معدل انفاق نفس الشركة 93 مليون دولار فقط في 2010 والهدف النهائي بالتأكيد هو تطوير قدرات الشركة ومنع المنافسين من الوصول الي منافستها.
وقد أكد ايلون موسك رئيس مجلس ادارة الشركة أن 22% من تكاليف البحوث والتطوير شملت عمليات تطوير بطاريات الليثيوم أيون التي تستخدم لتوفير الطاقة للسيارات بالكامل, ولكن يبدو أن تكاليف البحوث والتطوير آخر الأمور التي تقلق فورد ، بينما كما يبدو أن تكنولوجيا المستقبل المختلفة في السيارات التي تشمل التعلم الآلي للسيارات والقيادة المستقلة والذكاء الاصطناعي بدأت في تغيير ثقافة المشترين والدليل على ذلك تطور مبيعات السيارات الكهربائية في العالم.
ودعى الأمر بالتأكيد شركات السيارات التي اعتمدت في السنوات الماضية على محركات الاحتراق الداخلي فقط لبدء توفير ميزانية للبحث بخصوص السيارات الكهربائية ، وبالنسبة لشركة مثل فورد فقد عانت مبيعاتها في الفترة الأخيرة وانكمش حجم عملها في السوق الأمريكي والعالمي ولكن بدأ بعض النمو يعود مؤخراً للواجهة حيث حلت الشركة في مرتبة جيدة في مبيعات السوق الأمريكي من حيث النمو .
ومن الوسائل التي اتبعتها فورد لمحاولة اللحاق بعالم التطور في وسائل التنقل أنها قامت بشراء شركة Chariot في عام 2016 وهي شركة متخصصة في مشاركة الركوب في كاليفورنيا وتوسعت فورد في أعمال تلك الشركة في مناطق أخرى ولكن المشروع لم يحالفه النجاح مما أجبر الشركة على وقف العمل في هذا المشروع خلال العام الحالي. ولم تتوقف المنافسة التي تتعرض لها شركات مثل فورد على شركات السيارات الأخرى ولكن دخلت المنافسة شركات مثل جوجل وابل كذلك في محاولة لاطلاق سيارات ذاتية القيادة .
وتشتد المنافسة في السوق من شركات تحاول توفير حلول تنقل مختلفة عن حلول السيارات التقليدية مثل شركة تسلا صاحبة مشروع هايبرلوب وان والذي سيقدم في معرض دبي للتنقل الدولي وسيظهر كيف يمكن تطوير مسار خاص للنقل السريع للغاية .