يعتبر سوق السيارات الصيني ثاني أكبر سوق لصادرات السيارات من الولايات المتحدة لذلك كانت الأخبار الجيدة بالتأكيد للأمريكيين عندما أعلنت الصين أنها ستخفض تعريفتها على الواردات من 25٪ إلى 15٪ اعتبارا من 1 يوليو. وعلى الرغم من أن التطبيق لا يقتصر على الولايات المتحدة بل هو تطبيق عالمي سيفيد ألمانيا واليابان ودولا أخرى بالإضافة إلى الولايات المتحدة ، فإن التحرك الصيني ينظر إليه من قبل الكثيرين في الولايات المتحدة كوسيلة لسد جزء من العجز الحالي في الميزان التجاري بين البلدين وهو أمر تحدث كثيراً فيه ترامب.
ولكن هل يمكن أن يفيد ذلك الولايات المتحدة بشكل فعلي ؟ يقول محللون أن شركات تصنيع السيارات الأجنبية التي تعمل في الولايات المتحدة ستستفيد بشكل كبير من هذا القرار أكثر مما ستستفيد منه الشركات الأمريكية الثلاثة الكبار وهي جنرال موتورز وفورد وفيات كرايسلر خاصة أن هذه الشركات تملك في الأساس مصانع في الصين.
وفي العام الجاري 2018 ، تستحوذ الصين على 15٪ من إجمالي صادرات السيارات الأمريكية التي تقدر قيمتها بأكثر من 2 مليار دولار وذلك حسب احصائيات الربع الأول من العام. ومن بين هذه السيارات التي تصدر إلى الصين ، فالنسبة الغالبة (52٪) تغادر من ميناءين فقط ، ميناء تشارلستون بساوث كارولينا ، وميناء برونزويك بولاية جورجيا.
وهذا يعني شيئين أن المركبات التي يتم تصديرها من المحتمل أن تكون التي يتم تصنيعها في جنوب الولايات المتحدة وهو ما يعني أن ذلك بعيد عن ديترويت كما أن الصينيين لديهم الذوق للمركبات الراقية ويتم تصنيع سيارات BMW في كارولينا الجنوبية على سبيل المثال في حين يتم تصنيع سيارات مرسيدس في ألاباما ، وهي قريبة من ميناء برونزويك ، كما تنتج مجموعة من الشركات الأجنبية الأخرى مركباتها في الجنوب ، بما في ذلك هيونداي وكيا وفولفو وتويوتا وهوندا وغيرهم.
ويدعم الفكرة كذلك أن ولاية ساوث كارولينا وألاباما يحتلان المرتبة الثانية والثالثة بين الولايات الأمريكية المصدرة إلى الصين بعد كاليفورنيا.
وكانت الصين قد أعلنت خفض جمارك السيارات من 25٪ من 15٪ ، بجانب خفض الضرائب على مكونات للسيارات إلى 6٪ في 1 يوليو وذلك على خلفية اتفاق جرى بين دونالد ترامب ومسؤولين صينيين لمنع حرب تجارية بين البلدين. وينتظر أن تحقق شركات عديدة أوروبية اكبر استفادة من هذا القرار مثل بي ام دبليو ومرسيدس وغيرهما كما ستتيح الصين كذلك تصنيع السيارات في أراضيها بدون قيود.