
انخفضت أسعار النفط من أعلى مستوياتها على الإطلاق والتي وصلت لأكثر من 140 دولارًا للبرميل في عام 2008 إلي أرقام غير طبيعية في الوقت الحالي، فقد تراجعت أسعار النفط في الولايات المتحدة , حيث أدى تفشي فيروس كورونا الجديد إلى وقف خطط السفر وتراجع حركة التنقل وتسبب ذلك في تراجع الطلب على الوقود. وفي الواقع ، وحتى 20 أبريل 2020 ، كان سعر الوقود غير طبيعي في الولايات المتحدة ووصل سعر برميل الخام الي معدل سلبي أي أقل من صفر.
ومن الناحية النظرية ، قد يكون بعض من يقومون ببيع النفط يرغبون في دفع أموال للمشترين ليخلصوهم من الكميات الكبيرة المتوفرة لديهم. وتعتبر هذه ظاهرة غريبة يقف ورائها حقيقة أن صهاريج التخزين الأمريكية اقتربت من الامتلاء بالكامل ، مما يعني أنها قد تكون غير قادرة على الاحتفاظ بجميع الخام الزائد الذي يتم إنتاجه. وحدث ذلك لفترة وجيزة أمس في 20 أبريل ، قبل ارتفاع سعر خام غرب تكساس إلى 1.40 دولار للبرميل.

ويعتبر الطلب على الطاقة منخفض للغاية في الوقت الحاضر لدرجة أن شركات النفط قد اتخذت بالفعل قرار لتخزين المواد البترولية الموجودة على المراكب البحرية نفسها التي تقوم بنقله ، لكن التجار يخشون من أن ذلك قد لا يكون كافيًا حتى أنه يمكن القضاء على هذه المساحة الإضافية وامتلائها بالكامل بسبب تراجع الطلب.
وقد سعت أمريكا مع روسيا والمملكة العربية السعودية ودول أخرى منتجة للنفط إلى القضاء على هذه المشكلة في مهدها عن طريق خفض إنتاج النفط مع انخفاض الطلب بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا ، بدءًا من مايو. لكن استهلاك النفط قد ينخفض بنحو ثلاثة أضعاف ما يتوقعه المحللون في أبريل ، حتى أن شركات النفط الأمريكية لا تزال تواجه أزمة تخزين.
وباختصار ، بالنسبة للمواطنين العاديين الذين يشترون البنزين لسياراتهم فالأسعار السلبية للبترول في الفترة الأخيرة لن تكون سلبية أيضًا للبنزين والسولار, وبمعنى آخر ، لن تدفع لكم محطات الوقود لملء خزان الوقود في سياراتكم وهذا لأنه في حين أن سعر الخام يشكل عادةً الجزء الأكبر من سعر البنزين ، ولكن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تدخل في تحديد السعر مثل ضرائب الدولة ، والتكرير ، وتكاليف النقل. ومع ذلك ، يجب أن تنخفض أسعار البنزين بشكل كبير في الفترة المقبلة.